محليات

غسان سلامة: موازين القوى تُرسم في صندوق الاقتراع وليس على طريق المطار

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا شك في أن حكومة نواف سلام تعبر أخطر المراحل التي عرفها لبنان بعد اتفاق الطائف، في ظلّ الترجمة السياسية والعملانية لنتائج الحرب الإسرائيلية المستمرّة والإصرار الذي يتعدّى إسرائيل على عدم عودة عقارب الزمن إلى الوراء في ما خصّ سلاح "حزب الله" ونفوذ طهران.

وفي هذه العاصفة، يقع على الحكومة تأمين حماية لبنان وعبوره الآمن بأقلّ الخسائر الممكنة. فأيّ بيان وزاري وأيّ ترجمة له؟ وهل تتمكّن الحكومة من تحقيق آمال اللبنانيين المعقودة على الخلاص والإنقاذ؟

لا شك في أن غسان سلامة من الوجوه الوازنة المطمئنة بحضورها لكثيرين في هذه الحكومة. وزير الثقافة وأكثر والديبلوماسي الأممي في حوار مع "النهار" للحديث عن الحكومة ولبنان في قلب الجيوستراتيجيا المعقدة ومشاريع وزارة الثقافة.

بعد أعوامٍ على غيابه المكثّف عن الساحة السياسية المحلية، يعود غسان سلامة من دون تفاؤل ولا تشاؤم لمواجهة تحدّيات مذهلة في زمن هائل الخطورة. خفّت وتيرة الأعمال الكثيرة من الأمم المتحدة وتقاعد الأستاذ الجامعي، ليجد نفسه منحازاً ليكون إلى جانب صديقه نواف سلام الذي نجح في "تأليف فريق متجانس لديه تراكم خبرات مهنية يثير إعجابي".

يبدي سلامة قلقاً كبيراً حيال التحديات الماثلة، وأبرزها في رأيه مسألة الإدارة العامة التي تشهد ترهّلاً كبيراً وشغوراً في التوظيف النوعي الذي لا يمكن إتمامه من دون موازنات لدفع مرتبات تستقطب الأدمغة، "هي المشكلة الدامية وأكبر المشاكل".

وفي الموازاة يحضر الضغط اليومي نتيحة الأحداث الطارئة التي تحرف الأنظار ومنها تطوّرات الانسحاب الإسرائيلي وأحداث طريق المطار. في مسألة الانسحاب، "الأمر يتغيّر كل لحظة لكن نحن نصرّ على انسحاب كامل، ولسنا مقتنعين بأفكار بديلة كأن تبقى إسرائيل في مواقع غير مأهولة أو تتسلّم أطراف أخرى".

ويبدي سلامة كأستاذ قانون دولي تحفظاً على آليّات "الميكانيسم" المراقبة والمشرفة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، فـ"صلاحيات عمل الميكانيسم لم تتضح بالصورة الكاملة في الترتيبات التي قبل بها لبنان، الترتيبات ليست واضحة من الجانب المهني، هناك بعض التسرّع في الصياغة، والتطبيق سيعطي المعنى النهائي".

وهل تحاول مشهدية الاحتجاجات على طريق المطار رسم موازين قوى داخلية؟ يجيب سلامة بأن "ميزان القوى يُرسم في الانتخابات لا على طريق المطار، وعلى أساس رأي الناس وصوتهم. في الشارع هناك غضب وردات فعل. كل هذه الأمور طبيعية والديموقراطية تسمح بالتظاهر السلمي لا التعدّي على منشآت عامة. وتغيير أيّ واقع يجب أن يكون في صندوق الاقتراع".

¶ الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم يرى أن الحكومة نفذت قراراً إسرائيلياً بمنع الطائرة الإيرانية مع تبلغها تهديد ضرب المدرج...
يقول سلامة: "إن كانت روايته صحيحة، فهل يقول فلتضرب إسرائيل؟ هناك سياق للأمور والخيار دائماً بين الأقلّ سوءاً والسيّئ. الولد الصغير يعرف ما هو السيّئ والأسوأ".
¶ هناك حديث عن التزامات مطلوبة من الحكومة لتجفيف منابع "حزب الله" وهو بطبيعة الحال لن يستسلم للأمر. فماذا أنتم فاعلون؟
في رأي سلامة، "الدولة اللبنانية عليها أن تأخذ بالقرار 1701 وترتيبات تشرين الثاني الماضي، ذلك أن ميزان القوى العسكري والديبوماسي لا يتيح للدولة تجاهل الأمر. لم يعد هذا متاحاً اليوم. يجب الأخذ في الاعتبار الدفاع عن الاستقلال، والمواءمة بين صون الاستقلال اللبناني والالتزامات. كل الدول لديها استقلال نسبي، وهي تأخذ على نفسها التزامات تتعلق بمنظمات دولية".

¶ لكن "حزب الله" مصمّم على مقاومة هذا الواقع...
"حزب الله حزب لبناني ولديه نواب وهو ممثل بطريقة أو بأخرى. يجب أن نتفاعل معه بأن التعبير عن رأيه يكون دون المساس بأمن المسافرين وغيره...".
¶نسأل سلامة عن موضوع التجانس الوزاري في ظل تسمية الأحزاب لشخصيات...
وهنا يؤكد أن "من اختار الوزراء هو نواف سلام"، مذكراً بأن "فكرة التضامن الوزاري غابت لفترة طويلة لكن اليوم الفرصة قائمة مع الحكومة الحالية".
ويرفض سلامة القول إن الأحزاب هي التي سمّت الشخصيات بالمطلق، قائلاً إن "التفاوض جرى معها على الأسماء التي جاءت أحياناً منها وأحياناً أخرى من الأحزاب. وأنا لم أعرف حكومة كان لرئيس الحكومة دور فيها في التشكيل كحكومة نواف سلام، وأقول إن نسبة المحاصصة هي الأضعف مقارنة بالحكومات اللبنانية".
ويجب عدم التلهّي بالآن بالشعارات، وفق سلامة، فـ"إن لم نظهر درجة من الرشد والخروج من الشعارات فالأمر يعني أننا أولاد عاقون. ويجب أن ننكبّ فوراً ومباشرة على القضايا العملية وإلا فلن نصل إلى أيّ مكان. وبالطبع المساعدات ولا سيما الخليجية مرتبطة عضوياً بالإصلاحات ومعايير الاتفاقات مع المنظمات الدولية".
أمّا أبرز الملفات الماثلة أمام الحكومة فتتمثل بـ"إعادة هيكلة المصارف والاهتمام بحقوق المودعين العادلة، والشفافية في التعاملات المصرفية والانفتاح على التجارة الحرة"، أضف الى تطبيق الـ1701 وإحياء الادارة العامة.

وزارة الثقافة
وليست وزارة الثقافة استثناءً في الإدارة العامة بل هي في حال أسوأ شأنها شأن الإدارات التي تتيح للموظفين القيام بأعمال أخرى لتأمين عيشهم. "يجب أن تكون الإدارة صلبة".
ويجد سلامة دوراً بارزاً في الوزارة لا بد من التركيز عليه، "يجب إعادة إعمار البنى الفوقية لحسن إدارة التنوّع بين اللبنانيين، فأنا ألمس زيادة نسبة الطائفية بشكل مرعب والأمر يحتاج الى إصلاح عميق".

ترامب
وفي سياق آخر، ورداً على سؤال حول السياسة الأميركية في عهد دونالد ترامب ومشروع قطاع غزة، يقول سلامة إنه يتابع "السياسة الأميركية منذ 40 عاماً، وهناك الكثير من الأمور التي قرّرها ترامب وستلغيها المحاكم الأميركية، لذا لا ينبغي أن نرى الترامبية على أكثر مما هي، والآن هناك مشروع عربي سنرى تباشيره في القمة العربية المقبلة. في الواقع، ترامب دفع الدول العربية لتقديم مشروع بديل لغزة وهذا أمر جيّد، وما يصيب غزة ينتهي ويصيبنا".

أنا لم أعرف حكومة كان لرئيس الحكومة دور فيها في التشكيل كحكومة نواف سلام، وأقول إن نسبة المحاصصة هي الأضعف مقارنة بالحكومات اللبنانية

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا